إننا اليوم نحيي ذكرى مرور 69 عاما على قيام ثورتنا المجيدة في الفاتح من نوفمبر 1954. تلك الثورة التي كانت نقطة تحول حاسمة في تاريخ بلادنا، وبداية مسيرة النضال الطويلة من أجل استقلال الجزائر وتقرير مصيرها.
لقد كانت ثورتنا صرخة في وجه الاحتلال البغيض، ورفضا قاطعا لكل محاولات سلب هويتنا وتهميش لغتنا وثقافتنا، لقد كانت ثورة شعب بأكمله ضد الظلم والاضطهاد، ثورة أبناء الجزائر الذين قرروا النهوض لاسترداد حقوقهم المسلوبة، لقد كان صدى صرخة الجزائر في وجه المستعمر الغاشم بمثابة نار مضيئة أشعلت فتيل ثورات التحرر في كل بقاع المعمورة.
لنجدّد اليوم العهد مع شهدائنا الأبرار الذين قدموا الغالي والنفيس في سبيل الحرية، ولنذكر تضحيات المجاهدين الذين خاضوا معركة التحرير الطويلة والمضنية حتى تحقق النصر ورفرف علم الاستقلال فوق أرض الوطن في تاريخ خالد هو الخامس من جويلية 1962، ليبقى نضال شعبنا البطل خالدا في الذاكرة، مصدر إلهام للأجيال الحالية والقادمة وسيظل نوفمبر مصدر إلهام لكل الشعوب التي ما زالت تكافح من أجل استقلالها وحريتها.
إننا اليوم أحوج ما نكون إلى استلهام الدروس والعبر من تاريخنا النضالي الحافل بالبطولات. فلنجدّد العهد مع شهدائنا الأبرار بمواصلة النضال من أجل رفعة الوطن وازدهاره، ولنذكّر أنفسنا دومًا بأن ثمن الحرية والاستقلال كان باهظًا، وأن علينا واجب المحافظة على مكتسبات ثورتنا المظفرة، والسير قدما نحو مستقبل أفضل لشعبنا العظيم.
عاشت جزائرنا الحرة المستقلة، عاش شعبنا الأبي المناضل.