احتضنت قاعة المحاضرات بكلية علوم الطبيعة والحياة وعلوم الأرض والكون بجامعة تلمسان، صبيحة اليوم الثلاثاء، فعاليات افتتاح الملتقى الوطني حول "السبل القانونية لضمان الشفافية والوقاية من الفساد ومكافحته"، الذي تنظمه كلية الحقوق والعلوم السياسية بالتعاون مع السلطة العليا للشفافية والوقاية من الفساد ومكافحته، ويستمر يومي 28-29 نوفمبر الجاري.
عرف الملتقى حضور والي ولاية تلمسان السيد يوسف بشلاوي والسلطات المحلية المدنية والعسكرية، ورئيسة السلطة العليا للشفافية والوقاية من الفساد ومكافحته السيدة سليمة مسراتي والوفد المرافق لها، ومدير جامعة عموم إفريقيا السيد جون كوليدياتي، ومدير جامعة تلمسان الأستاذ مراد مغاشو ونوابه وعمداء الكليات بالإضافة إلى مدير المركز الجامعي مغنية الأستاذ مراد نعوم وكذا حضور الأساتذة والطلبة والشركاء الاجتماعيين.
افتتح الملتقى بتلاوة عطرة لآيات من الذكر الحكيم، ثم الوقوف للاستماع للنشيد الوطني، ألقى بعدها الأستاذ نصر الدين بن طيفور عميد كلية الحقوق والعلوم السياسية كلمة رحب فيها بضيوف جامعة تلمسان، مؤكدا على أن كلية الحقوق تعمل جاهدة في الملتقيات التي تنظمها لمواكبة الإصلاحات التي باشرتها السلطة العليا في البلاد بمناقشة مواضيع تخدم المصلحة العامة للبلاد وتساهم في مخرجاتها بحلول واقتراحات من شأنها إعطاء حلول وإضافات، كما أكد على أن هذا الملتقى يعتبر مهما لدراسة السبل القانونية لضمان الشفافية والوقاية من الفساد ومكافحته.
بدوره، أدلى مدير جامعة تلمسان الأستاذ مراد مغاشو بكلمة حول موضوع الملتقى الذي يناقش الفساد والسبل القانونية للوقاية منه ومكافحته، مؤكدا على أهمية الموضوع لما توليه السلطات العليا للبلاد من أهمية ويتجلى ذلك في السلطة العليا للشفافية والوقاية من الفساد ومكافحته التي تم تنصيبها في إطار مسار الإصلاحات الكبرى والعميقة التي تضمنها برنامج رئيس الجمهورية.
من جانبه، رحب السيد يوسف بشلاوي، والي ولاية تلمسان، بالحضور في افتتاح الملتقى الوطني المهم الذي يتناول موضوع الفساد، وأعرب السيد والي ولاية تلمسان عن سعادته لتواجده في هذا الملتقى، وشدد على أهمية هذا الموضوع باعتباره آفة اجتماعية واقتصادية تهدد التنمية في الجزائر، وأثنى السيد والي ولاية تلمسان على جهود كلية الحقوق والعلوم السياسية في تنظيم هذ الملتقى، كما أشاد بدور السلطة العليا للشفافية والوقاية من الفساد ومكافحته في تنسيق هذا الحدث المهم، وأكد السيد والي ولاية تلمسان على أن مكافحة الفساد مسؤولية مشتركة بين جميع الأطراف المعنية، وأن تضافر الجهود على المستويين الرسمي والشعبي ضروري لتحقيق هذه الغاية، واعتبر السيد والي ولاية تلمسان أن الجامعة شريكا أساسيا في مكافحة الفساد، حيث تلعب دورا محوريا في نشر ثقافة النزاهة والشفافية بين أفراد المجتمع وفي هذا الصدد، جدد السيد والي ولاية تلمسان التزام السلطات المحلية في ولاية تلمسان بدعم الجهود المبذولة لمكافحة الفساد، وتعزيز التعاون مع الجامعة ومختلف المؤسسات في هذا المجال، ودعا السيد والي ولاية تلمسان جميع الأطراف المعنية إلى العمل سويا من أجل بناء مستقبل أفضل لوطننا، خال من الفساد.
ألقت بعدها السيدة سليمة مسراتي رئيسة السلطة العليا للشفافية والوقاية من الفساد ومكافحته كلمة بهذه المناسبة، شاكرة لمسؤولين الولاية على حسن الاستقبال، ومشيدة بدور جامعة تلمسان في تنظيم مثل هذه التظاهرات الهامة، ومتمنية التوفيق والنجاح لهذا الملتقى، لتتطرق إلى مهام السلطة العليا وكذا الصلاحيات المخوّلة لها بموجب التعديل الدستوري لسنة 2020 وترقيتها إلى مصاف المؤسسات الرقابية وفي هذا السياق، أكدت السيدة رئيسة السلطة العليا على حرص السلطات العليا في البلاد على محاربة الفساد وأخلقة الحياة العامة.
ويأتي هذا الملتقى بثلاثة محاور أساسية:
• المحور الأول: آليات تكريس الشفافية في الممارسات العامة داخل الدولة.
• المحور الثاني: الوقاية من الفساد ومكافحته في إطار المنظومة القانونية والإدارية في الجزائر.
• المحور الثالث: دور المجتمع المدني والإعلام والمواطن في تعزيز الشفافية ومكافحة الفساد والوقاية منه في الجزائر.
وتهدف هذه المحاور إلى البحث عن الآليات الكفيلة لضمان تحقيق الشفافية في جميع الممارسات العمومية ومكافحة الفساد وإبراز أهم السبل القانونية والعملية للوقاية من الفساد، من خلال تسليط الضوء على مختلف النصوص القانونية التي تهتم بمكافحته، وتبادل وجهات النظر واقتراح الحلول المناسبة للإشكالات التي تعترض آليات تحقيق الشفافية ومكافحة الفساد والوقاية منه في الجزائر وكذا التطرق لتجارب دولية في مجال الشفافية ومكافحة الفساد، وانعكاس ذلك على السياسات التنموية وتسليط الضوء على دور الإعلام والمجتمع المدني في الحد من ظاهرة الفساد.
ويشارك في هذا الملتقى أكثر من 29 مؤسسة جامعية، بالإضافة إلى ممثلين عن السلطة العليا للشفافية والوقاية من الفساد ومكافحته وسيتم خلاله إلقاء حولي 81 مداخلة.
يعتبر هذا الملتقى فرصة للباحثين والأكاديميين للتبادل ومناقشة مختلف الأفكار والمقاربات حول موضوع الفساد، واقتراح حلول وتوصيات من شأنها تعزيز الشفافية ومكافحة الفساد في الجزائر.