شهدت كلية الآداب واللغات اليوم الأربعاء 13 نوفمبر 2024 حدثاً علمياً بارزاً تمثل في انعقاد ملتقى دولي برئاسة الأستاذة فاطمة بور تحت عنوان "الأديب الناقد الدكتور عبد المالك مرتاض: يرحل الرجال ويبقى الأثر"، وقد جاء هذا الملتقى ثمرة للتعاون العلمي المثمر بين مخبر تعريب المصطلح في العلوم الإنسانية والاجتماعية ومخبر الدراسات النقدية الأدبية وأعلامها في المغرب العربي من التأسيس إلى القرن العشرين، بمشاركة فعّالة من نادي أحباب الفن ونادي أڨادير الأدبي، ونادي البيت الأندلسي.
تميز الملتقى بهيكلية علمية محكمة، إذ توزعت محاوره على خمسة مسارات رئيسية عكست التنوع المعرفي في إنتاج المرحوم، تناول المحور الأول منابع تشكل الفكر المرتاضي في حين ركز المحور الثاني على حقل الدراسات الأدبية، وخُصص المحور الثالث لجهوده في تأصيل الدراسات النقدية، بينما تطرق المحور الرابع إلى إسهاماته في اللسانيات الحديثة، أما المحور الخامس فسلط الضوء على الدراسات الوطنية والدولية التي تناولت نتاجه العلمي.
افتتح الملتقى عميد كلية الآداب واللغات الأستاذ غوثي حجوي، مؤكداً في كلمته على التزام جامعة تلمسان بتكريم روادها وأعلامها تقديراً لإسهاماتهم العلمية على الصعيدين الوطني والدولي، وقد شهد الملتقى مشاركة واسعة من الباحثين والأكاديميين من مختلف الجامعات الوطنية، حيث قدموا مداخلات متنوعة كشفت عن جوانب غير مطروقة في مسيرة الراحل العلمية والإبداعية.
تميز الملتقى بتنظيم معرض للوحات فنية من إبداع أعضاء نادي أحباب الفن بقسم الفنون، إضافة إلى مشاركات إبداعية وقصائد رثائية قدمها أعضاء نادي أڨادير الأدبي ونادي البيت الأندلسي، كما تم تكريم عائلة المرحوم حيث تسلمت الأستاذة بور فاطمة درع التكريم نيابة عنهم.
في الجلسة السادسة المنعقدة عبر تقنية التحاضر عن بعد، قدم الأستاذ الدكتور عبد السلام الشاذلي من جامعة القاهرة شهادة مؤثرة عن صديقه الراحل، مستذكراً مناقبه الإنسانية وإسهاماته العلمية، داعيا إلى تخليد ذكرى مرتاض من خلال إطلاق اسمه على معهد أو جامعة في الجزائر، تقديراً لجهوده في خدمة اللغة العربية.
اختتم الملتقى بجملة من التوصيات، أبرزها الدعوة إلى تنظيم ملتقيات دولية مماثلة وإدراج مقاييس خاصة لدراسة إرثه العلمي في المناهج الجامعية الجزائرية، حفاظاً على تراثه الفكري وإسهاماته القيمة في مجالات الأدب والنقد واللسانيات.
رحم الله الدكتور عبد الملك مرتاض، فقد رحل الرجل وبقي أثره العلمي والفكري منارة للأجيال القادمة.