في مشهد أكاديمي بارز، احتضنت قاعة المحاضرات الكبرى بكلية الآداب واللغات - مجمع اللغات الأجنبية، فعاليات الملتقى الوطني حول "أدب المقاومة والثورة في الكتابات العربية والأجنبية"، وذلك يوم الأربعاء 20 نوفمبر 2024. يأتي هذا الحدث العلمي متزامناً مع احتفالية مزدوجة: الذكرى الخمسين لتأسيس الجامعة، والذكرى السبعين لاندلاع الثورة التحريرية الجزائرية المجيدة.
شكّل الملتقى منصة علمية رصينة جمعت نخبة من الأكاديميين والباحثين والأدباء، حيث تناولوا بالتحليل والدراسة النتاج الأدبي الجزائري إبان فترة الاستعمار، مستعرضين دوره الحيوي في توثيق المعاناة الشعبية وحشد التأييد الدولي للقضية الجزائرية. وقد برز في هذا السياق تحليل الأشكال الأدبية المختلفة من شعر ونثر ومسرح، وكيف ساهمت في بلورة الوعي الوطني، واستعرض المؤتمرون تجارب المقاومة الأدبية في الوطن العربي، مسلطين الضوء على التقاطعات المشتركة في تجارب الشعوب العربية ضد الاستعمار، وكيف عكس الأدب هذا النضال المشترك، كما تناولوا النماذج العالمية لأدب المقاومة، مع تحليل تأثيراتها على الكتّاب الجزائريين، وكيف استطاع الأدب أن يتجاوز الحدود الجغرافية ليشكل صوتاً عالمياً منادياً بالحرية.
يمثل هذا الملتقى العلمي خطوة راسخة في مسار الحفاظ على الذاكرة الوطنية وتجديد الخطاب الثقافي المعاصر، ويؤكد على أهمية التواصل بين الأجيال، حيث يشكل جسراً معرفياً يربط ماضي المقاومة بحاضر التنمية ومستقبل الإبداع.
في الختام، أكد المشاركون على حيوية أدب المقاومة وقدرته المتجددة على إلهام الأجيال المتعاقبة، فهو ليس مجرد توثيق تاريخي، بل هو مشعل متقد ينير درب الأجيال الصاعدة نحو مستقبل يليق بتضحيات الأسلاف وطموحات الأحفاد.