Cérémonie 14-02-2018

جامعة تلمسان و مديرية المجاهدين لولاية تلمسان في موعد مع التاريخ الوطني و تكريم لأصحاب الفضل.

    بتنسيق  بين جامعة تلمسان و مديرية المجاهدين لولاية تلمسان، احتضنت قاعة المؤتمرات للمتحف الجهوي للولاية الخامسة  بلالة ستي صبيحة يوم الأربعاء 14فيفري 2018 . تظاهرة علمية أكاديمية تستمد روحها من دور  الجامعة في بناء المدرسة التاريخية الوطنية وتحصين الذاكرة الجماعية أكاديميا التي  تندرج ضمن تقليد يحمل عنوان موعد مع التاريخ  برعاية من وزارة  المجاهدين،لتثمين جهد الجامعة الجزائرية في هذا المنحى إذ يعتبر التكوين العالي الجامعي التتويج الذي يطمح إلى بلوغه المتعلمون الذين اجتازوا بنجاح كل أطوار التعليم، و يمثل أيضا  أمنية و حلم أكثر من لم ينل حظه في ذلك ،فيحرص بقوة كي تحققه فلذات كبده.                                 

                                 و الجامعة الجزائرية اليوم منذ عقود الاستقلال المتعاقبة، اضطلعت بدور طلائعي لا يمكن أن يقدره و  يقدر وزنه العاجزعن إدراك و استيعاب الإنجازات مهما تخللتها أحيانا النقائص و المأمول، غير أن الواضح أن الجامعة الجزائرية ظلت و لا تزال تنجب و تكون الكفاءات و الكوادر للجزائر و لغير الجزائر، و تبدع بطاقات أثبتت عبقريتها و تميزها و نجاحها  و أحيانا تفوقها  اللافت في ديارها و ديار المهجر من العالم الغربي من حيث افتكاك المراتب والظفر بالإجازات و الجوائز الوطنية و الدولية و إعلاء شأن الجزائر.                                                       

صحيح أن الجامعة منبر العلم و البحث و المعرفة و فق المعطى الأكاديمي، غير أنها في الوقت ذاته مطالبة برعاية المشروع الحضاري لعصرنة الأمة و الوطن و الإجابة عن احتياجات المجتمع و نسج تطلعاته.                                                                                                                                                         

               و التاريخ الوطني بمختلف حقبه الزمنية مرآة حية للأمة و أجيالها في ماضيها الغابر بانتصاراته و إخفاقاته كي تجنى منه العبرة لمن يعتبر و الاستبصار لمن يستبصر، كما يقوي التاريخ و يعزز لحمة الشعب و يزيده تعلقا بالأرض الطيبة التي ضحى من أجلها الملايين كي تتحرر من براثن الاستعمار و أغلال الجهل و قيود التخلف، و في ذلك صدق الأديب الجزائري الراحل أبو العيد دودو حين كتب  :             كلما قرأ ت شيئا من تاريخ هذا الوطن إلا و ازددت فخرا و تعلقا به....                                                                    

             و إذا كانت مادة التاريخ في الفترة  الاستعمارية بالجامعة الوحيدة في الجزائر التي تأسست سنة 1909 لا تدرس سوى لفئات معينة و بطرح استعماري صرف، فإن جزائر الاستقلال حققت ما يقارب مائة قسم للتاريخ في المؤسسات الجامعية و مراكز و مخابر البحث المتخصصة بعضها تابع لقطاعات وزارية غير قطاع التعليم العالي ، لرعاية و صيانة  الذاكرة التاريخية، و هي كلها فضاءات للتكوين ساهمت في بناء مدرسة تاريخية وطنية أسس لها جيل طلائعي مشبع بقيم الوطنية و روح المواطنة الواعية و الرغبة المفرطة في التحصن بالعلم و الأخلاق و روح  البحث العالية، هي مدرسة تزداد نموا بوتيرة متباينة وفق واقعية العصر و تحولاته العميقة، مدرسة حققت منذ 5 عقود إنجازات بتكوين آلاف الباحثين و  إنجاز البحوث و الأطروحات الجامعية، و هي في تنام متواصل. 

برنامج التظاهرة كان ثريا و شيقا أمام جمهور من الطلبة و مختلف  الأسلاك و القطاعات الوزارية   و المجتمع المدني و عائلات الأساتذة المكرمين وهم على التوالي الأستاذ المؤرخ المتواضع تواضع العلماء عبد الحميد حاجيات،و البروفيسور الجراح مختار بن قلفاط و الأستاذ الأديب محمد مرتاض و الأستاذ لخضر عبدلي،و قد قدم كل من الأستاذ عبد المجيد بوجلة و الأستاذ أحمد بن داود ورقتين تضمنت الأولى موضوع المدرسة التاريخية الوطنية، كيف تشكلت؟ ملامحها و ما ينتظر منها ، و تناولت الثانية جهد قسم التاريخ بجامعة تلمسان في مجال البحث التاريخي الأكاديمي، و اختتمت بتكريم مميز من مديرية المجاهدين وولاية تلمسان لمدير الجمعة الأستاذ مصطفى جعفور نظير ما يبذله من جهد على رأس أكبر مدينة جامعية في الجزائر بأزيد من 40 ألف طالب