نوفمبر.. ذاكرة التحرر وعهد الأجيال
نوفمـــبر جلّ جلالك فينا ٭٭٭ ألست الذي بث فينا اليقينا
سبحنا على لجج من دمانا ٭٭٭ و للنصر رحنا نسوق السفينا
و ثرنا ، نفجر نارا و نورا ٭٭٭ و نصنع من صلبنا الثائرينا
و نلهم ثورتنا مبتغانا ٭٭٭ فتلهم ثورتنا العالمينا
و تسخر جبهتنا بالبلايا ٭٭٭ فنسخر بالظلم و الظالمينا
و تعنو السياسة، طوعا و كرها ٭٭٭ لشعب أراد .. فأعلى الجبينا
جمعنا لحرب الخلاص شتاتا ٭٭٭ سلكنا به المنهج المستبينا
و لو لا التحام الصفوف وقانا ٭٭٭ لكنا سماسرة مجرمينا
فليت فلسطين…تقفو خطانا ٭٭٭ و تطوي-كما قد طوينا– السنينا
و بالقدس تهتم..لا بالكراسي ٭٭٭ تميل يسارا بها و يمينا
شغلنا الورى ، و ملأنا الدنا بشعر نرتله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر.
في ليلةٍ اتشحت بحب الوطن واسترجاع أمجاده، أحيت جامعة تلمسان بالتنسيق مع المنظمة الطلابية "التحالف من أجل التجديد الطلابي الوطني (AREN)" والنادي الطلابي "ULP"، الذكرى السبعين لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة بمناسبةٍ تخللتها أجواء من الوفاء والاعتزاز، محاولةً تجديد العهد مع الشهداء الأبرار وإحياء روح النضال في نفوس الشباب.
بدأت الفعالية بتلاوة آيات من القرآن الكريم، لتضفي أجواء من الخشوع والوقار على المكان، حيث وقف الجميع في لحظة تأمل تعبيرًا عن امتنانهم لتضحيات الشهداء الأبرار.
الكلمات الافتتاحية ألقيت بصوت مفعم بالحماس والفخر، حيث عبّر المتحدثون عن أهمية استمرارية النضال الوطني عبر الأجيال، ليكون التعليم والمعرفة امتداداً لمسيرة التحرير.
كانت كلمة مدير الجامعة نبراساً يضيء مسار الذاكرة الوطنية، تحدث بعمق عن رسالة الجامعة في الحفاظ على أمانة الشهداء، مؤكداً أن التعليم هو امتداد للنضال مبرزا كيف تتحول الجامعة إلى معقل للوعي الوطني يُعِدّ أجيالا واعية تحمل أمانة التحرير ومشروع البناء.
جاءت كلمة ممثل الأسرة الثورية لتكون جسراً بين الأجيال، مستحضراً ذكريات المعاناة والصمود، ومؤكدا على أهمية الحفاظ على القيم التي ناضل من أجلها الشهداء.
صوت الطالب، كان صداحاً بالأمل والعزيمة، تحدث ممثل الطلبة عن مسؤولية الجيل الجديد في حمل مشعل النضال، مؤكداً أن ذاكرة الثورة لن تموت، ومشددا على دور الشباب في مواصلة المشروع الوطني، وتجديد العهد مع الشهداء بالعلم والمعرفة والوطنية.
من الفقرات التي أضفت على الحفل طابعًا دراميًا مؤثرًا، المسرحية الثورية التي قدّمتها جمعية "الوصال" أين أبدعت في تصوير مشاهد من نضال الأبطال، وكأنّ زخم المعارك عاد مجددًا، وقد تنوع البرنامج إذ شاركت فيه النوادي العلمية والمنظمات الطلابية بأنشطة سلطت الضوء على محطات بارزة من تاريخ الثورة الجزائرية في ولاية تلمسان وعلى الصعيد الوطني، مانحةً للحضور فرصة فريدة لاكتشاف حقائق عن هذه الحقبة المجيدة، وعندما حان الوقت توجه الجميع إلى ساحة "19 ماي"، حيث رُفع العلم خفاقاً يشق عباب الليل في وقفة إجلال وترحم على أرواح الشهداء، ترددت خلالها قراءة الفاتحة لتعانق أرواحهم الطاهرة ثم ارتفع النشيد الوطني، نَفَساً واحداً، يُعلي من قيم الحرية والكرامة.
في هذه الليلة، تجددت العهود وتأكدت حقيقة أن الذاكرة الوطنية حية في قلوب الأجيال، وأن دماء الشهداء ستظل تروي شجرة الحرية والكرامة.
رحم الله شهداءنا الأبرار، وعاشت الجزائر حرة مستقلة.