في خضم الاحتفالات التي تشهدها جامعة تلمسان بمناسبة مرور نصف قرن على تأسيسها بالتزامن مع الذكرى السبعين لثورة التحرير المجيدة وتتويجًا لسلسلة من المحاضرات الأكاديمية التي نظمتها الجامعة طوال العام المنصرم والتي هدفت إلى تسليط الضوء على مختلف القضايا العلمية والثقافية التي تهم المجتمع الجزائري ، عاش الحضور بقاعة المحاضرات التابعة للمكتبة المركزية بالقطب الجديد صباح اليوم الإثنين 02 ديسمبر 2024 رحلة علمية أقل ما يقال عنها أنها أكثر من شيقة أبدع فيها ضيفنا الباحث المرموق كمال شكات تلك الشخصية التي تجمع بين عمق الفكر وسعة الاطلاع والتي لطالما كانت مصدر إلهام للكثيرين، بالأداء البيداغوجي و الأسلوب المميز بمهارة العرض في محاضرة حول "الجامعة الجزائرية وتوطين العلوم بين التحدي والضرورة".
بأسلوبه الرصين وبيانه الواضح تطرق الباحث شكات في محاضرته إلى التحديات التي تواجه الجامعة الجزائرية في مسيرتها نحو توطين العلوم والمعرفة ذلك المسعى الاستراتيجي الذي يمثل جوهر الرؤية المستقبلية للجامعة الجزائرية، مؤكدا على أهمية الدور الذي تلعبه الجامعة في بناء المجتمع وتنميته ومشددًا على ضرورة تكييف مناهجها وبرامجها مع متطلبات العصر ومتغيرات سوق العمل.
لا يعد توطين العلوم مجرد مفهوم أكاديمي جامد بل هو مشروع حضاري متكامل يسعى لتحرير المعرفة من قيود التبعية الفكرية، فالجامعة الجزائرية اليوم مدعوة للانتقال من مرحلة الاستهلاك المعرفي السلبي إلى مرحلة الإنتاج والابتكار الإيجابي لتتحول من مجرد مستقبل للمعارف العالمية إلى مساهم فعلي ومؤثر في المنظومة المعرفية العالمية ويكمن جوهر التحدي في إعادة صياغة مقاصد العلوم، حيث تصبح الجامعة مختبرًا حيًا للإبداع ومركزًا للتفكير النقدي والابتكار.
تعتبر استضافة الأستاذ كمال شكات رسالة واضحة من جامعة تلمسان على التزامها بدورها الريادي في المجتمع، وعلى سعيها الدائم إلى تطوير قدراتها وبناء شراكات استراتيجية مع مختلف الفاعلين في المجال العلمي والثقافي، ويمكن القول أن استضافة الباحث كمال شكات تعد مناسبة مهمة للتأكيد على الدور المحوري الذي تلعبه الجامعة في بناء الجزائر الحديثة ويمثل دعوة إلى المزيد من العمل والاجتهاد لتحقيق التنمية المستدامة للبلاد.
